Friday, 11 November 2011

دراســـات

تعلـــيم العــمارة (2)
استوديو التصميم : الدراسات الاولية والتصور المعمارى
  
تتبع مشروعات استوديو التصميم خطوات تقليديية تبدأ من اختيار المشروعات وكتابة برامجها وتقديمها للطلاب ، يليها مرحلة الدراسات الميدانية وتحليل المعلومات وبلورة مؤشرات التصميم ، ثم التصميم فى المرحلتين الاولية والمتطورة وحلقات النقد المصاحبة ، انتهاء بالتسليم النهائى وتحكيم المشروعات .
  
المرحلة الثانية من مراحل عمل استوديو التصميم هى مرحلة الدراسات الاولية و مؤشرات التصميم التى نصفها بتعبير التصور المعمارى . ازداد فى الفترة الاخيرة قلق الباحثين بخصوص ضعف الدراسات الاولية فى معظم مدارس العـمارة وعزوف الطلاب عن بذل الجهد اللازم للتصور المعمارى .
هناك نقد شديد موجه للاسلوب التقليدى فى تعليم العمارة الذى يركز على المنتج الاخير ويدفع الى الاهتمام بشكل التصميم النهائى دون الاهتمام بالاســلوب الذى يتبع للوصول الى ذلك التصميم  (Hadjiyanni, 2008) . فى الخرطوم يبدى بعض الباحثين قلقا مبررا من الجهد الذى يبذله الطلاب فى شكل رســـومات متميزة تهدف الى أرضــاء المحكمين دون كبير اهتمام بالدراســــات التى يقومون بها للوصول الى تلك النتيجة )عثمان ، 2002 ( . يزيد الامر تعقيدا ما اظهره اســتطلاع الرأى الذى قام به طلاب العـــمارة فى بعض الجامــعات المصرية (1999) ، كمـا يقول الباحثان Ashraf M. Salama and M. Sharif T. El-Attar (2010)  ، الذى يعكس تأثير اسلوب اظهار المشروعات المهيمن على قرارات التحكـــيم بصرف النظر عن التــصور المعـــمارى وافكـار التصميم  (Salama and El-Attar, 2010).
يعطى الطرح الذى تقدمت به  Tasoulla Hadjiyanniفرصة طيبة لحل هذه القضية . تقول الباحثة : اذا كان لتعليم العمارة ان يكون مواكبا لاهتمامات العصر فعليه اولا ان يعيد ضبط اتجاهه وبؤرة تركيزه ، وان يوازن بين تعليم الدارسين المهارات التى تتطلبها مهنة العمارة  وان يهيىء لهم المناخ المناسـب لاكتشاف الدور الذى يتطلعون لادائه من اجل التغيير فى مجتمعاتهم . وهى ترى ان هذا الدور يمكن ان يتحقق من خلال التصور المعمارى .
فى مقالا نشر فى ArchNet IJAR, Vol 2- Issue 2.2008  بعنوان:
''Beyond the Concepts- A studio Pedagogy for Preparing Tomorrow's Designers''
كتبت Tasoulla تسـتعرض نتائج بحثها فى تعلـــــــيم العمـــارة الذى يدعو الى اســلوب جديد تصـفه بنظريــة التغيير transformative concept development . تدعو نظرية التغيير التى تبـشر بـها Tasoulla Hadjiyanni الى التركيز على اســـلوب بلورة التصميم من التصور المعمـارى the concept ، وهى ترى ان التصور المعمارى يمثل ساحة التغيير التى يكتشف الدارسون فيها انفسهم ، وفيها يحددون موقفهم من قضايا مجتمعاتهم  (Hadjiyanni, 2008).
نرى ان التغلب على عزوف الطلاب عن الدراسات الاولية وجعلها عملا جاذبا يقبلون عليه بمثل اقبالهم على التصميم نفسه يمكن ان يتحقق بتشجيعهم على جعل التصور المعمارى اهتماما شخصيا . ان يوظف الطلاب التصور المعمارى للتعبير عن انفسهم ؛ مبادئهم وتجاربهم الشخصية وموقفهم من قضايا مجتمعهم والعالم ، وان يتخذوا التصور المعـــمارى اطارا فكريا للتصميم المرتبط بقضايا مجتمعهم .

Friday, 4 November 2011

التــصور المعــمارى فى وثيقة الوقف فى عـــمارة الممــاليك

التصميم المعمارى هو ترجمة للفكرة التى نصفها بالتصور المعمارى ، وهو تجسيد للبرنامج الوظيفى والاهداف التى يتضمنها التصور المعمارى .
يلعب التصور المعمارى دورا محوريا فى عمارة المماليك . وقد رأينا كيف نشأت عمارة المماليك وفق برنامج اجتماعى مرتبط بقضايا الناس ورأينا اسلوب التصور المعمارى فى التعبير عن ذلك البرنامج وتوجيه التصميم استجابة للقضايا التى يتبناها .
اشتملت وثيقة الوقف التى ناقشها بعض الباحثين فى عمارة المماليك على الملامح الاساسية للتصور المعمارى . فقد حوت وثيقة وقف جامع السلطان المؤيد على سبيل المثال ادق تفاصيل المبنى ووظائفه المتنوعة والمناشط التى يحتويه . رغم ان وثيقة الوقف بتاريخ 4 جمادى الآخر سنة 824 ه 1421 م ، كما ذكر فهمى عبدالعليم [i] ، قد صيغت عقب اكتمال البناء ، الا ان هناك دليل على انها ، اى وثيقة الوقف  او محتواها على الاقل ، كانت موجودة من قبل بصورة ما . 

مسقط جامع المؤيد
Sourse: ArchNet

ان وثيقة الوقف بمثل بهذه الدقة والتفاصـيل ، لا يمـــكن ان تكون قد استحدثت بالكامل بعد اكتمال البناء لوصف المنشأة وتحديد وظائف اجزائـها ، وانما الارجح عندى هووجود برنامج اعد مســــــــــبقا لتوجيــه تخطيط المبنى وفقا لرغبــــة الســـلطان وتحقيقا للاهداف الدينيـــــــة والثقــــــــافية التى وردت فى الوثيقة .  يؤكد هذا التفســــــــــير ما كتبت Howayda al-Harithy [ii] فى وصف غرف الدارســين فى مدرسة السـلطان حسن  1361- 1356.  رغم ان وثيـــــقة العقد بتاريخ الســبت الموافق 15 ربيع الثانى سنة  760 (1359) والخميس الثانى من رجب سنة 760 (1359) قد تعاملت بالتساوى مع المدارس الاربعة فى جامع السلطان حسن ، كما ذكرت الكاتبة ، الا انها قد حوت اعدادا مختلفة من غرف الدارسين . تعزى الكاتبة ذلك الاختلاف الى عدم انتظام شكل الموقع  مما فرض على المصمم ان يوفق التصميم ، خلافا لنص وثيقة الوقف ، تبعا للوضع الحقيقى على الارض .
جامع ومدرسة السلطان حسن : المسقط الافقى
Source: Islamic Art Network

Notes and Refrences

[i] -  فهمى عبدالعليم ، 1994. جامع المؤسد شيخ . نحو وعى حضارى معاصر ، سلسلة الثقافة الاثرية والتاريخية ، مشروع المائة كتاب (22) . هيئة الثقافة المصرية ، وزارة الثقافة . القاهرة .
[ii] - Howayda al-Harithy, 2007. The Four Madrasahsin theComplex of Sultan Hasan (1356-61). Bruce D. Craig (ed.). Mamluk Studies Review, X1 (2). Middle East Documentation Centre (MEDOC), The University of Chicago.