Thursday, 20 October 2011

دراسات

     
تعلـــيم العــمارة (1)
اسـتوديو التصميم: تحكـيم المشروعات


تتناول البحوث المنشورة فى سياسات تعليم العمارة بعض جوانب من استوديو التصميم فى الدول العربية . المعروف ان برامج تعليم العمارة وسياسات استوديو التصميم فى الدول  العربية منقولة فى مجملها عن الغرب فى مطلع القرن العشرين . ظلت معظم هذه البرامج دون تغيير يذكر خلال اكثر من خمسون عاما ولا يزال الكثير منها اثير ما هو سائد فى الغرب رغم الاختلافات الاجتماعية و الثقافية وغيرها . تتبع اغلب هذه السياسات خطوات تقليدية فى مشروعات الاستوديو تبدأ من اختيار المشروعات وكتابة برامجها وتقديمها للطلاب ، يليها مرحلة الدراسات الميدانية وتحليل المعلومات وبلورة مؤشرات التصميم ، ثم التصميم فى المرحلتين الاولية والمتطورة وحلقات النقد المصاحبة ، انتهاء بالتسليم النهائى وتحكيم المشروعات .
كثيرا ما ينظر الى هذه السياسة فى استوديو التصميم باعتبارها من الثوابت التى لا يجوز الحياد عنها او تغيير محتواها لاى سبب ، بل يعتبر مجرد التفكير فى مناقشتها بغرض تقويم ادائها انحرافا عن جادة الصواب .

فى الغرب تناولت الابحاث فى الســــنوات الاخيرة ، شتى جوانــب السياسات التعليمـية فى اسـتوديو التصميم . فقد نال تحكــــيم المشروعات على ســبيل المثال قدرا وافرا من التوثيـق، كمــا يــذكر (2010 )Ashraf M. Salama and M. Sharif T. El-Attar   ،  اذ تناولته الدراســات بالتقييم وتحليل اجراءاته وتعرض للنقد الشـــديد فى الادبيات المنشورة . فى المقابل ، كما يعرف المتتبع للبحوث المنــشورة ، هنــــــــاك نقص شديد فى الدول العربيــة فى البحــــث والتوثيق فى هذه الجوانب (Salama and El-Attar, 2010).
يتخذ هذا النقص فى البحث والتوثيق فى سياسات استوديو التصميم فى الدول العربية بعدا اكثر خطورة فى بعض المجتمعات التى لا تؤمن بتعدد الرأى . فى ظل المركزية الشديدة والرأى الاوحد تنعدم فرص اخضاع السياسات للبحث والتقويم . هذا الاتجاه المنغلق هو الذى يسد الطريق على كل اجتهاد وينسف فكرة الابتكار ويعوق التغيير .
_____________________

هناك نقد شديد ، فى الغرب وفى الولايات المتحدة على الخصوص ، موجه نحو الاسلوب التقليدى فى تعليم العمارة الذى يركز على المنتج الاخير ويدفع الى الاهتمام بشكل التصميم النهائى دون الاهتمام بالاسلوب الذى يتبع للوصول الى ذلك التصميم . يحذر الباحثون من خطورة الجهد المبذول والكلفة الكبيرة التى تنفق على عملية الاظهار خصوصا بوسائل الاظهار وآليات العرض الحديثة ، والتى يرى الطلاب ، حسب استطلاعات الرأى ،  انها تؤثر تأثيرا كبيرا على قرارات التحكيم بصرف النظر عن التصور المعمارى وافكار التصميم .
لا يمكن النـظر الى هذه المشــكلة بمعزل عن مشكلة تحكــيم المشروعات .  فى اسـتطلاع للرأى قام به طلاب العـــمارة فى بعض الجامــعات المصرية (1999) اظهر الاستطلاع ، كما يقول الباحثان Ashraf M. Salama and M. Sharif T. El-Attar  ، ان غالبية الطلاب يعتقدون ان النظرة الشخصية والحكم الانطباعى يمثلان العامل الاقوى تأثيرا على تقييم مشروعات الاستوديو ، وان الكثير منهم يرغبون فى ان يكون التحكيم اكثر موضوعية .
يستخلص الباحثان من هذه النتيجة ان النظرة غير الموضوعية القائمة على الانطباع الشخصى هى المسئول الاكبر عن التعويق الذى يسببه التحكيم لعــملية تعليم العمارة باكملها . ويعلقان  بقولهم: قد تفيد النــظرة غير الموضوعيــة فى التـــحكيم بعض الطلاب ، الا انها تضر ضررا شـــديدا بتقييم مشـروعات الغالبية منهم (Salama and El-Attar, 2010).

No comments:

Post a Comment